الصدمة الحضارية وزيادة التحرش والاغتصاب
بقلم وائل مهدي
غياب الوازع الديني، انتشار الفضائيات والقنوات الإباحية، تحرر المرأة وخروجها إلى المجتمع، غياب التوجيه الأسري، تراجع الدور الأخلاقي للمجتمع وللنظام التعليمي، وأخيراً الفراغ لدى الشباب والشابات.
كل ما ذكر في الأعلى هي الأسباب التي تستخدم دائماً عند محاولة فهم الدوافع والأسباب خلف زيادة حالة الاغتصاب والتحرش الجنسي "المعاكسات" في السعودية التي ارتفعت بصورة مقلقة في المملكة.
ففي عام 1427 هجرية ارتفعت نسبة التحرش الجنسي إلى 215 بالمائة عن العام الذي سبقه فيما ارتفعت نسبة حالات الاغتصاب إلى 75 بالمائة في العام ذاته، استنادا إلى تقرير وزارة الداخلية السعودية.
ولا يختلف شخص على أن الأسباب التي ذكرت هي أسباب حقيقية وتساهم بصورة كبيرة في ما يحدث في المملكة، ولكن ما يحدث في المملكة مختلف عن ما يحدث في بعض الدول الأخرى ويوجد جانب يغفل الجميع عن ذكره في تحليلهم لما يحدث ألا وهو الصدمة الحضارية للأفراد في المجتمع.
والصدمة الحضارية التي يتعرض لها أبناء المجتمع السعودي تأتي على نوعين: النوع الأول ويمثل الصدمة الحضارية الناتجة عن الاختلاط المفاجئ بالثقافات الأجنبية والغربية، أما النوع الثاني فهو ناشئ عن الصدمة الحضارية الداخلية التي يتعرض لها أصحاب الهجرة الداخلية الذين ينتقلون من مجتمع القرية المحافظ البسيط إلى مجتمع المدينة المنفتح الكبير.
وفي كلتا الحالتين تأثر الصدمة على أبناء المجتمع بسبب غياب مؤسسات تعليمية ودينية وفكرية واجتماعية تساعد على إنضاج الأفراد وتهيئتهم للانخراط في المجتمع على اختلاف المنطقة الجغرافية والخلفية الثقافية والاجتماعية له.
لا نستطيع إنكار دور الغريزة الجنسية في زيادة حالات إذ أن الغريزة هي الدافع الأول للتفكير الجنسي عند الفرد ولكن قيود المجتمع والأسرة والدين دائماً ما تكون العقبة أمام انطلاقها.
ولكن المهاجرون الداخليون في المملكة وعلى الرغم من الدافع الغريزي، يتأثرون بأسباب أخرى اجتماعية في حالات تحرشهم بالنساء في المدن.
إذ تبدأ الصدمة عند الفرد السعودي القادم من مجتمع القرية أو الهجرة المحافظ عند قدومه إلى المدينة حيث نمط الحياة متغير تماماً. فهنا يرى نساء في الشوارع وفي الأعمال وفي المستشفيات، ويرى بعضهن يركبن مع سائقين. وبالنسبة للمهاجرين الداخليين فإن هذه الأمور تعتبر تعدياً على عرف المجتمع الصحيح الذي ينتمي هو إليه ويرى أنه هو المجتمع السعودي الحقيقي.
ويزداد الأمر سوءاً عندما يرى السعودي القادم من القرية نساء أجنبيات في المملكة من جنسيات عربية وغير عربية لا يلتزمون بنوعية وطبيعة الحجاب الذي تلتزم به النساء في قريته.
ويبدأ في النظر إلى هؤلاء النساء على أنهن عاهرات ويعرضن أنفسهن في المجتمع للرجال ولا عجب أن نسمع من هؤلاء الأفراد ألفاظ قبيحة وخادشة للحياء العام لوصف النساء في المدينة.
ويزداد إحساسه بالنقص وتتسع الصدمة الحضارية لديه عندما ترفض إحدى بنات المدينة التحدث إليه وهو يرى بأنه العفيف الشريف وهيا الخارجة عن حدود ما أنزل الله. ومن هنا تبدأ نزعة الاغتصاب لديه، إذ بسبب ضعف الطبيعة البشرية لا بد له من إيجاد وسيلة لرد كرامته وكبريائه المجروح وأفضل الوسائل هي الانتقام في صورة الاغتصاب
غياب الوازع الديني، انتشار الفضائيات والقنوات الإباحية، تحرر المرأة وخروجها إلى المجتمع، غياب التوجيه الأسري، تراجع الدور الأخلاقي للمجتمع وللنظام التعليمي، وأخيراً الفراغ لدى الشباب والشابات.
كل ما ذكر في الأعلى هي الأسباب التي تستخدم دائماً عند محاولة فهم الدوافع والأسباب خلف زيادة حالة الاغتصاب والتحرش الجنسي "المعاكسات" في السعودية التي ارتفعت بصورة مقلقة في المملكة.
ففي عام 1427 هجرية ارتفعت نسبة التحرش الجنسي إلى 215 بالمائة عن العام الذي سبقه فيما ارتفعت نسبة حالات الاغتصاب إلى 75 بالمائة في العام ذاته، استنادا إلى تقرير وزارة الداخلية السعودية.
ولا يختلف شخص على أن الأسباب التي ذكرت هي أسباب حقيقية وتساهم بصورة كبيرة في ما يحدث في المملكة، ولكن ما يحدث في المملكة مختلف عن ما يحدث في بعض الدول الأخرى ويوجد جانب يغفل الجميع عن ذكره في تحليلهم لما يحدث ألا وهو الصدمة الحضارية للأفراد في المجتمع.
والصدمة الحضارية التي يتعرض لها أبناء المجتمع السعودي تأتي على نوعين: النوع الأول ويمثل الصدمة الحضارية الناتجة عن الاختلاط المفاجئ بالثقافات الأجنبية والغربية، أما النوع الثاني فهو ناشئ عن الصدمة الحضارية الداخلية التي يتعرض لها أصحاب الهجرة الداخلية الذين ينتقلون من مجتمع القرية المحافظ البسيط إلى مجتمع المدينة المنفتح الكبير.
وفي كلتا الحالتين تأثر الصدمة على أبناء المجتمع بسبب غياب مؤسسات تعليمية ودينية وفكرية واجتماعية تساعد على إنضاج الأفراد وتهيئتهم للانخراط في المجتمع على اختلاف المنطقة الجغرافية والخلفية الثقافية والاجتماعية له.
لا نستطيع إنكار دور الغريزة الجنسية في زيادة حالات إذ أن الغريزة هي الدافع الأول للتفكير الجنسي عند الفرد ولكن قيود المجتمع والأسرة والدين دائماً ما تكون العقبة أمام انطلاقها.
ولكن المهاجرون الداخليون في المملكة وعلى الرغم من الدافع الغريزي، يتأثرون بأسباب أخرى اجتماعية في حالات تحرشهم بالنساء في المدن.
إذ تبدأ الصدمة عند الفرد السعودي القادم من مجتمع القرية أو الهجرة المحافظ عند قدومه إلى المدينة حيث نمط الحياة متغير تماماً. فهنا يرى نساء في الشوارع وفي الأعمال وفي المستشفيات، ويرى بعضهن يركبن مع سائقين. وبالنسبة للمهاجرين الداخليين فإن هذه الأمور تعتبر تعدياً على عرف المجتمع الصحيح الذي ينتمي هو إليه ويرى أنه هو المجتمع السعودي الحقيقي.
ويزداد الأمر سوءاً عندما يرى السعودي القادم من القرية نساء أجنبيات في المملكة من جنسيات عربية وغير عربية لا يلتزمون بنوعية وطبيعة الحجاب الذي تلتزم به النساء في قريته.
ويبدأ في النظر إلى هؤلاء النساء على أنهن عاهرات ويعرضن أنفسهن في المجتمع للرجال ولا عجب أن نسمع من هؤلاء الأفراد ألفاظ قبيحة وخادشة للحياء العام لوصف النساء في المدينة.
ويزداد إحساسه بالنقص وتتسع الصدمة الحضارية لديه عندما ترفض إحدى بنات المدينة التحدث إليه وهو يرى بأنه العفيف الشريف وهيا الخارجة عن حدود ما أنزل الله. ومن هنا تبدأ نزعة الاغتصاب لديه، إذ بسبب ضعف الطبيعة البشرية لا بد له من إيجاد وسيلة لرد كرامته وكبريائه المجروح وأفضل الوسائل هي الانتقام في صورة الاغتصاب